دفاعا عن شيخي سماخة الوالد فضيلة الشيخ الدكتور / عبد العظيم بن بدوي حفظه الله . (الجزء الثاني)
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فقد كنت كتبت دفاع عن شيخي ووالدي سماحة الوالد فضيلة الشيخ الدكتور / عبد العظيم بدوي .وقد كتبه أولا علي حائطي في الفيس بوك
ثم بعد متابعة لكثير من التعليقات علي ما كتبته دفاعا عن شيخنا #سماحة _الوالد_فضيلة الشيخ الدكتور_عبد العظيم_بدوي_حفظه_الله_تعالي ،، رأيت أن أكتب ما بدا لي من ملاحظات حول هذه التعليقات التي نشرت ولاحظوا اني اختصر كثيرا ولا أطيل في النقول علي وعد ان شاء الله لبسط بعض المسائل التي تحتاج الي كثير بيان
فأقول
أولا : إن الرد بمجرد الشتم والتهويل لا يعجز عنه أحد .
(منهج عفن ـ باعوا الدين ـ جبناء ـ لحي ديكورية ـ انطاع ـ متنطعون )
هذه جملة مما قيل عنا ردا علي كلامي ، وإن الرد بمجرد الشتم والتهويل لا يعجز عنه أحد فلكل الناس ألسن ولا يلجأ الي السب والشتم في الرد الا من لا حجة له لذلك فلن أجاريكم في هذا ،، فمعنا حجتنا ونحن ما تعلمنا سبا ولا شتما وأنما تعلمنا الادب علي يد شيخنا حفظه الله تعالي . فغفر الله لكم وعفا عنا وعنكم وهدانا واياكم الي الحق .
ثانيا : وجهة نظر
فقد راجعني من أثق في علمه ونصحه حول اخر جزء من كلامي من أن كلام شيخنا سيجبرنا علي الدخول في مهاترات كنا في عنى عنها ،، وأنا أقول لهم جزاكم الله خيرا ولو راجعتم كلامي لوجدتم أني لم أخطأ الشيخ في كلامه ولكن كان إعتراضي علي ما سيجر هذا الكلام علينا ، وعموما سواء رضينا أم لم نرضي فقد فرض علينا الدفاع ليس عن شيخنا وحده بل عن منهجنا ودعوتنا ، فالامر لم يعد دفاعا عن الشيخ وحده بل أصبح دفاعا عن منهج تربينا عليه . ودعوة نراها دعوة الحق .
ثالثا : إن لم تكن معي فأنت حتما ضدي ... هذا مذهب الحمقي
فبعضهم ما أن قرأ كلامي إلا ولجأ الي أسلوب (الارهاب الفكري) علي مبدأ إن لم تكن معي فأنت حتما ضدي ،، فأنت ما دمت تري السيسي ولي للأمر في هذه البلاد فأنت حتما موافق وراضي بالدماء والقتل والظلم .... الخ
فلا يردون علي كلامك بكلام علمي ولكن سب وشتم من ناحية ، وتهويل ورمي بالباطل من ناحية أخري
أقول سبحان الله
الا تستحون ؟! أسلب الله عقولكم فخلفها هواء ؟! أم إنه الكره والبغض ؟!
أين ومتي رضينا بسفك محجمة من دم مسلم ؟ أين ومتي رضينا بالقتل ؟! أين ومتي رضينا بالظلم ؟!وهل إقرارنا بالولاية له معناه الرضا بالقتل والظلم ، إن كان هذا منطقكم فلتقولوا بأن عبد الله بن عمر رضي الله عنه رضي بالقتل والظلم حين بايع وأقر بالولاية لعبد الملك بن مروان بعدما قتل عبد الله بن الزبير رضي الله عنه وكان قد بايعه المسلمون علي الخلافة وظل في خلافة المسلمين قريبا من تسع سنين دانت له فيها مكة والمدينة وبقية الجزيرة والعراق،، وهكذا الحال في خلافة العباسيين . الذين قتلوا من المسلمين من قتلوا متغلبين .قال الامام /عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن بن شيخ الاسلام محمد بن عبد الوهاب في رسالته إلى عبد الرحمن بن إبراهيم أبي الغنيم ((ولم يدر هؤلاء المفتونون أن أكثر ولاة أهل الإسلام من عهد يزيد بن معاوية -حاشا عمر بن عبد العزيز، ومن شاء الله من بني أمية - قد وقع منهم ما وقع من الجراءة والحوادث العظام، والخروج والفساد في ولاية أهل الإسلام، ومع ذلك فسيرة الأئمة الأعلام والسادة العظام معهم معروفة مشهورة، لا ينزعون يدا من طاعة فيما أمر الله به ورسوله من شرائع الإسلام وواجبات الدين. وأضرب لك مثلا بالحجاج بن يوسف الثقفي، وقد اشتهر أمره في الأمة بالظلم والغَشَم، والإسراف في سفك الدماء، وانتهاك حرمات الله، وقتل من قتل من سادات الأمة كسعيد بن جبير، وحاصر بن الزبير وقد عَاذَ بالحرم الشريف، واستباح الحرمة، وقتل ابن الزبير مع أن ابن الزبير قد أعطاه الطاعة وبايعه عامة أهل مكة والمدينة واليمن وأكثر سواد العراق، والحجاج نائب عن مروان ثم عن ولده عبد الملك، ولم يعهد أحد من الخلفاء إلى مروان، ولم يبايعه أهل الحل والعقد، ومع ذلك لم يتوقف أحد من أهل العلم في طاعته والانقياد فيما تسوغ طاعته فيه من أركان الإسلام وواجباته. وكان ابن عمر ومن أدرك الحجاج من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم لا ينازعونه ولا يمتنعون من طاعته فيما يقوم به الإسلام ويكمل به الإيمان، وكذلك من في زمنه من التابعين كابن المسيب والحسن البصري وابن سيرين وإبراهيم التيمي وأشباههم ونُظَرَائِهم من سادات الأمة. واستمر العمل على هذا بين علماء الأمة من سادات الأمة وأئمتها، يأمرون بطاعة الله ورسوله، والجهاد في سبيله مع كل إمام بر أو فاجر، كما هو معروف في كتب أصول الدين والعقائد. وكذلك بنو العباس استولوا على بلاد المسلمين قهرا بالسيف لم يساعدهم أحد من أهل العلم والدين، وقتلوا خلقا كثيرا وَجَمًّا غفيرا من بني أمية وأمرائهم ونُوَّابهم، وقتلوا ابن هبيرة أمير العراق، وقتلوا الخليفة مروان، حتى نُقِلَ أن السفاح قَتَلَ في يوم واحد نحو الثمانين من بني أمية، ووضع الفرش على جثثهم وجلس عليها، ودعا بالمطاعم والمشارب، ومع ذلك فسيرة الأئمة كالأوزاعي ومالك والزهري والليث بن سعد وعطاء بن أبي رباح مع هؤلاء الملوك لا تخفى على مَن له أدنى مشاركة في العلم والاطلاع. والطبقة الثانية من أهل العلم: كأحمد بن حنبل ومحمد بن إسماعيل ومحمد بن إدريس، وأحمد بن نوح وإسحاق بن راهويه وإخوانهم وقع في عصرهم من الملوك ما وقع من البدع العظام وإنكار الصفات، ودعوا إلى ذلك، وامتحنوا فيه، وقتل من قتل كمحمد بن نصر، ومع ذلك فلا يعلم أن أحدا منهم نزع يدا من طاعة، ولا رأى الخروج عليهم.)) مجموعة الرسائل والمسائل النجدية لبعض علماء نجد الأعلام (الجزء الثالث) 1/62 وما بعدها
فأنتم قوم بهت ولا إنصاف لديكم وإنا والله لا نرضا بإراقة الدماء المعصومة ولا بظلم الابرياء ولكن حسبنا أن نقتدي بخير أسلافنا من صحابة رسول الله صلي الله عليه وسلم .
رابعا : لماذا لم ينكر الشيخ الدماء ؟!
وهذا كذب وافتراء علي الشيخ بل إن المتابع للشيخ يعلم جيدا أن الشيخ له عدة خطب ينكر فيها اراقة الدماء وازهاق الانفس المعصومة ولكن دون تعين ومثل هذا الموقف تماما كان موقفه من مظاهراتكم ، فأنكر المظاهرات وبين حرمتها دون التعرض لكم فلم يقل مثلا ـ المظاهرات التي يقوم بها الاخوان ومن معهم حرام ـ لا ، بل ينكر بشكل عام دون التعرض للفاعل ، فالمهم عند الشيخ هو انكار المنكر والتحذير من فعله لا ذكر فاعله ولكن انتم لا تريدون انكار المنكر بقدر ما تريدون التعرض لفاعله فهذا ما سيرضيكم ويريح بالكم ويجعلكم في غاية الرضا عن الشيخ ..والشيخ في هذا يستن بسنة النبي صلي الله عليه وسلم فعن عائشة رضي الله عنها، قالت: " كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا بلغه عن الرجل الشيء لم يقل: ما بال فلان يقول؟ ولكن يقول: ما بال أقوام يقولون كذا وكذا؟ " سنن ابي داود (4/250/4788) صححه الالباني رحمه الله
فكثيرا ما كان يقول صلي الله عليه وسلم ما بال اقوام يفعلون كذا وكذا فينكر فعلهم دون التعرض لهم ومن ذلك قوله صلي الله عليه وسلم «مَا بَالُ أَقْوَامٍ يَرْفَعُونَ أَبْصَارَهُمْ إِلَى السَّمَاءِ فِي صَلَاتِهِمْ» وقوله صلي الله عليه وسلم «مَا بَالُ أَقْوَامٍ يَشْتَرِطُونَ شُرُوطًا، لَيْسَ فِي كِتَابِ اللَّهِ مَنِ اشْتَرَطَ شَرْطًا لَيْسَ فِي كِتَابِ اللَّهِ» وقوله صلي الله عليه وسلم «مَا بَالُ أَقْوَامٍ يَتَنَزَّهُونَ عَنِ الشَّيْءِ أَصْنَعُهُ، فَوَاللَّهِ إِنِّي لَأَعْلَمُهُمْ بِاللَّهِ، وَأَشَدُّهُمْ لَهُ خَشْيَةً» وقوله صلي الله عليه وسلم "مَا بَالُ أَقْوَامٍ يَلْعَبُونَ بِحُدُودِ اللَّهِ» وغيرها كثير ...قال النووي رحمه الله تعالي ((قوله (إن النبي صلى الله عليه وسلم حمد الله تعالى وأثنى عليه فقال ما بال أقوام قالوا كذا وكذا) هو موافق للمعروف من خطبه صلى الله عليه وسلم في مثل هذا أنه إذا كره شيئا فخطب له ذكر كراهيته ولا يعين فاعله وهذا من عظيم خلقه صلى الله عليه وسلم فإن المقصود من ذلك الشخص وجميع الحاضرين وغيرهم ممن يبلغه ذلك ولا يحصل توبيخ صاحبه في الملأ )) شرح النووي علي مسلم 9/176
ثم ان هذا يدعوا الي الانتقال الي النقطة التاليه ...
خامسا : هل من منهج السلف التشهير بالحكام وذكر عيوبهم وأفعالهم علي المنابر وهذا ايضا ليس من منهج الشيخ حفظه الله فالشيخ لا يري جواز التشهير بالحكام وذكر عيوبهم علي المنابر لما في ذلك من تأليب للعامة عليهم وبهذا وردت السنة فعن شريح بن عبيد الحضرمي قال: "جلد عياض بن غنم صاحب دارا حين فتحت، فأغلظ له هشام بن حكيم القول حتى غضب عياض، ثم مكث ليالي فأتاه هشام بن حكيم فاعتذر إليه، ثم قال هشام لعياض: ألم تسمع النبي يقول: (إن من أشد الناس عذابا أشدهم عذابا في الدنيا للناس)، فقال عياض بن غنم: يا هشام قد سمعنا ما سمعت ورأينا ما رأيت، أو لم تسمع رسول يقول: (من أراد أن ينصح لسلطان بأمر فلا يبد له علانية، ولكن ليأخذ بيده فيخلو به، فإن قبل منه فذاك، وإلا كان قد أدى الذي عليه). وإنك يا هشام لأنت الجريء إذ تجترئ على سلطان الله، فهلا خشيت أن يقتلك السلطان فتكون قتيل سلطان الله تبارك وتعالى؟". أحمد في المسند 24/49/15333 وصححه الألباني رحمه الله
قال الشيخ بن باز رحمه الله تعالي:( فالنصح يكون بالأسلوب الحسن والكتابة المفيدة والمشافهة المفيدة, وليس من النصح التشهير بعيوب الناس, ولا بانتقاد الدولة على المنابر ونحوها, لكن النصح أن تسعى بكل ما يزيل الشر ويثبت الخير بالطرق الحكيمة وبالوسائل التي يرضاها الله عز وجل ) مجموع فتاوي بن باز 7/306
فليس هذا من منهج الشيخ اصلا ولا فعله مع مبارك ولا مع مرسي ولن يفعله مع السيسي ولا من يأتي بعد السيسي . فلما التخوين اذا ؟!
سادسا : الكلام عن الدعوة السلفية وحزب النور
مع أني لم أذكر حزب النور في كلامي الا مرة واحدة دون تفصيل الا أن كثيرا منهم كأنهم لم يروا من الكلام الا هذه الكلمة فكل يغني علي ليلاه،، وان شاء الله ننتهي من هذا ثم يكون كلامنا حول هذا الامر
وهناك ردود سيأتي الرد عليها تباعا ان شاء الله
سابعا : كلامي لمن لم يكفر السيسي
فكلامي الذي قلته والذي سأقوله اقصد به من لم يكفر السيسي منكم أما من كفره وانتهي أمره فهذا له مقام اخر سيأتي بيانه ان شاء الله
والحمد لله رب العالمين وصل اللهم علي محمد وعلي اله وصحبه وسلم